كان رجل يمتلك جواد أصيل مميّز ، رغب رئيسُ قبيلة في شرائه ، فرفض الرجل بيعه ، أصر رئيس القبيلة الحصول على الجواد ولو بالخداع ، فقد علم أنّ الرجل معتاد أن يذهب إلى الغابة ممتطيًا جواده ، فذهب وتمدّد على الطريق ، وتظاهر بأنه شحّاذ مريض ، ولا قوّة له على المشي ، فترجّل الرجل عن حصانه ، وقد أخذته الشفقة ، وعرض عليه أن ينقله على حصانه إلى مستوصف لتطبيبه ، وساعده على ركوب الحصان ، وما أن استقرّ صاحبنا على ظهر الجواد حتى لَمزَه برجله وأطلق له العنان ، فشرع الرجل يركض وراءه ويصيح به ليتوقّف ، ولمّا أصبح على بعد كافٍ ليكون في أمان، توقّف ونظر إلى الوراء ، فبادره الرجل بهذا القول: لقد استوليت على جوادي، لابأس! إنّما أطلب منك معروفًا..
قال السارق: وما هو؟
قال الرجل: ألَّا تقول لأحد كيف حصلت على جوادي.
قال السارق: ولماذا ؟
قال الرجل: لأنه قد يوجد يومًا إنسان مريض حقًّا مُلْقًى على قارعة الطريق ويطلب المساعدة ، فإذا انتشر خبر خدعتك ، سيمرّ الناس بالمريض ولن يسعفوه خوفًا من أن يقعوا ضحية خداع مثلي ، ابذل النّصح حتّى لمن أساء لك فإنّ النّصح أمانة وتركه خيانة ، وليكن حرصك على تبليغ الأمانة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق